Call to Tawhid

الرد على الزنادقة والجهمية | الإِمام أحمد بن حنبل رحمه الله

Started by Mudâfa’at’ut Tawhîd, 02.04.2024, 20:29

Previous topic - Next topic

Mudâfa’at’ut Tawhîd

قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّٰهُ:

بَابُ
بَيَانِ مَا تَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ مِنْ قَوْلِ اللّٰهِ تَعَالَى:
﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ.﴾ [المجادلة: ٧] اَلْآيَةَ.

قَالُوا: إِنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَنَا وَفِينَا!.

فَقُلْنَا: لِمَ قَطَعْتُمُ الْخَبَرَ مِنْ أَوَّلِهِ، إِنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.﴾ [المجادلة: ٧]،

ثُمَّ قَالَ: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ.﴾ [المجادلة: ٧]،  يَعْنِي: أَنَّ اللّٰهَ بِعِلْمِهِ رَابِعُهُمْ، ﴿وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ.﴾ [المجادلة: ٧] يَعْنِي: اَللّٰهَ بِعِلْمِهِ ﴿سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ.﴾ [المجادلة: ٧] يَعْنِي: بِعِلْمِهِ فِيهِمْ ﴿أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.﴾ [المجادلة: ٧]،

يَفْتَحُ الْخَبَرَ بِعِلْمِهِ، وَيَخْتِمُ الْخَبَرَ بِعِلْمِهِ.

وَيُقَالُ لِلْجَهْمِيِّ: إِذَا قَالَ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنَا بِعَظَمَةِ نَفْسِهِ.

فَقُلْ لَهُ: هَلْ يَغْفِرُ اللّٰهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ؟

فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ. فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللّٰهَ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ خَلْقَهُ دُونَهُ.

وَإِنْ قَالَ: لَا. كَفَرَ.
قَالَ ابْنُ عَقِيل رَحِمَهُ اللهُ: «إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ‌ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ ‌أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ.»
Ibnu Aqîl Rahimahullâh said, "If you want to learn the status of Islâm among contemporary people, then do not look at their crowds at the doors of the mosques and their crying Labbayk at the Mawqif (during Hajj). On the contrary, look at their collusion with the enemies of the Sharî'ah!" (Ibnu Muflih, al-Âdâb'ush Sharî'ah, 1/237)

Mudâfa’at’ut Tawhîd

بَابٌ

وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْجَهْمِيَّ كَاذِبٌ عَلَى اللّٰهِ حِينَ زَعَمَ أَنَّ اللّٰهَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَلَا يَكُونُ فِي مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ.

فَقُلْ لَهُ: أَلَيْسَ اللّٰهُ كَانَ وَلَا شَيْءَ؟

فَسَيَقُولُ: نَعَمْ.

فَقُلْ لَهُ: حِينَ خَلَقَ اللّٰهُ الشَّيْءَ خَلَقَهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ خَارِجًا مِنْ نَفْسِهِ؟

فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهَا:

إِنْ زَعَمَ أَنَّ "اللّٰهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فِي نَفْسِهِ" فَقَدْ كَفَرَ، حِينَ زَعَمَ أَنَّهُ خَلَقَ الْجِنَّ وَالشَّيَاطِينَ وَإِبْلِيسَ فِي نَفْسِهِ.

وَإِنْ قَالَ: "خَلَقَهُمْ خَارِجًا مِنْ نَفْسِهِ ثُمَّ دَخَلَ فِيهِمْ" كَانَ هٰذَا أَيْضًا كُفْرٌ، حِينَ زَعَمَ أَنَّهُ دَخَلَ فِي مَكَانٍ وَحُشٍّ قَذِرٍ رَدِيءٍ.

وَإِنْ قَالَ: "خَلَقَهُمْ خَارِجًا مِنْ نَفْسِهِ ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِمْ". رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ كُلِّهِ أَجْمَعْ، وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ.
قَالَ ابْنُ عَقِيل رَحِمَهُ اللهُ: «إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ‌ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ ‌أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ.»
Ibnu Aqîl Rahimahullâh said, "If you want to learn the status of Islâm among contemporary people, then do not look at their crowds at the doors of the mosques and their crying Labbayk at the Mawqif (during Hajj). On the contrary, look at their collusion with the enemies of the Sharî'ah!" (Ibnu Muflih, al-Âdâb'ush Sharî'ah, 1/237)

Mudâfa’at’ut Tawhîd

بَابٌ

قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّٰهُ: وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْجَهْمِيَّ لَا يُقِرُّ بِعِلْمِ اللّٰهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ اللّٰهَ تَعَالَى يَقُولُ:

﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ.﴾ [البقرة: ٢٥٥].

وَقَالَ:

﴿لٰكِنِ اللّٰهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ.﴾ [النساء: ١٦٦].

وَقَالَ:

﴿فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللّٰهِ.﴾ [هود: ١٤].

وَقَالَ:

﴿وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ.﴾ [فصلت: ٤٧].

وَيُقَالُ لَهُ: تُقِرُّ بِعِلْمِ اللّٰهِ هٰذَا الَّذِي أَوْقَفْتُكَ عَلَيْهِ بِالْأَعْلَامِ، وَالدِّلَالَاتِ أَمْ لَا؟ فَإِنْ قَالَ: "لَيْسَ لَهُ عِلْمٌ" فَقَدْ كَفَرَ.

 وَإِنْ قَالَ: "لِلّٰهِ عِلْمٌ مُحْدَثٌ" كَفَرَ أَيْضًا حِينَ زَعَمَ أَنَّ اللّٰهَ قَدْ كَانَ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ لَا يَعْلَمُ، حَتَّى أَحْدَثَ لَهُ عِلْمًا فَعَلِمَ.

وَإِنْ قَالَ: "لِلّٰهِ تَعَالَى عِلْمٌ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَلَا مُحْدَثٍ" رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ كُلِّهِ وَقَالَ بِقَوْلِ أَهْلِ السُّنَّةِ.
قَالَ ابْنُ عَقِيل رَحِمَهُ اللهُ: «إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ‌ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ ‌أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ.»
Ibnu Aqîl Rahimahullâh said, "If you want to learn the status of Islâm among contemporary people, then do not look at their crowds at the doors of the mosques and their crying Labbayk at the Mawqif (during Hajj). On the contrary, look at their collusion with the enemies of the Sharî'ah!" (Ibnu Muflih, al-Âdâb'ush Sharî'ah, 1/237)

Mudâfa’at’ut Tawhîd

بَابُ بَيَانِ مَا ذَكَرَ اللّٰهُ فِي الْقُرْآنِ ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ.﴾ [الحديد: ٤]

وَهٰذَا عَلَى وُجُوهٍ:

قَوْلُ اللّٰهِ تَعَالَى لِمُوسَى:

﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى.﴾ [طه: ٤٦]،

يَقُولُ: فِي الدَّفْعِ عَنْكُمَا.

وَقَالَ:

﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنَا.﴾ [التوبة: ٤٠]،

يَقُولُ: فِي الدَّفْعِ عَنَّا.

وَقَالَ:

﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّٰهِ وَاللّٰهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.﴾ [البقرة: ٢٤٩]،

 يَقُولُ: فِي النَّصْرِ لَهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ.

وَقَوْلُهُ:

﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللّٰهُ مَعَكُمْ.﴾ [محمد :٣٥]

يَقُولُ: فِي النَّصْرِ لَكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ.

وَقَالَ:

﴿وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّٰهِ وَهُوَ مَعَهُمْ.﴾ [النساء:  ١٠٨]،

يَقُولُ: بِعِلْمِهِ فِيهِمْ.

وَقَوْلُهُ:

﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ۞ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ.﴾ [الشعراء: ٦١-٦٢]،

يَقُولُ: فِي الْعَوْنِ عَلَى فِرْعَوْنَ.

فَلَمَّا ظَهَرَتِ الْحُجَّةُ عَلَى الْجَهْمِيِّ بِمَا ادَّعَى عَلَى اللّٰهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ مَعَ خَلْقِهِ قَالَ: هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ مُمَاسٍّ لِشَيْءٍ، وَلَا مُبَايِنٌ مِنْهُ.

فَقُلْنَا: إِذَا كَانَ غَيْرَ مُبَايِنٍ مِنْهُ، أَلَيْسَ هُوَ مُمَاسٍّ؟

قَالَ: لَا.

قُلْنَا: فَكَيْفَ يَكُونُ فِي كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ مُمَاسٍّ لِشَيْءٍ وَلَا مُبَايِنٍ؟

فَلَمْ يُحْسِنِ الْجَوَابَ.

فَقَالَ: بِلَا كَيْفٍ!

فَخَدَعَ الجُهَّالَ بِهٰذِهِ الْكَلِمَةِ، وَمَوَّهَ عَلَيْهِمْ.

فَقُلْنَا لَهُ: أَلَيْسَ إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَلَيْسَ إِنَّمَا هُوَ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ وَالْعَرْشُ وَالْهَوَاءُ؟

قَالَ: بَلَى.

فَقُلْنَا: فَأَيْنَ يَكُونُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟

قَالَ: يَكُونُ فِي كُلِّ شَيْءٍ كَمَا كَانَ حِينَ كَانَ فِي الدُّنْيَا فِي كُلِّ شَيْءٍ!.

فَقُلْنَا: فَإِنَّ فِي مَذْهَبِكُمْ أَنَّ مَا كَانَ مِنَ اللّٰهِ عَلَى الْعَرْشِ فَهُوَ عَلَى الْعَرْشِ، وَمَا كَانَ مِنَ اللّٰهِ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَمَا كَانَ مِنَ اللّٰهِ فِي النَّارِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَا كَانَ مِنَ اللّٰهِ فِي الْهَوَاءِ فَهُوَ فِي الْهَوَاءِ.

فَعِنْدَ ذٰلِكَ تَبَيَّنَ لِلنَّاسِ كَذِبَهُمْ عَلَى اللّٰهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ.

قَالَ: وَزَعَمَتِ الْجَهْمِيَّةُ أَنَّ اللّٰهَ فِي الْقُرْآنِ إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ مَخْلُوقٌ!

فَقُلْنَا: قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ هٰذَا الِاسْمَ مَا كَانَ اسْمُهُ؟

قَالُوا: لَمْ يَكُنْ لَهُ اسْمٌ!!

فَقُلْنَا: وَكَذٰلِكَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْعِلْمَ أَكَانَ جَاهِلًا لَا يَعْلَمُ حَتَّى خَلَقَ لِنَفْسِهِ عِلْمًا، وَكَانَ وَلَا نُورَ حَتَّى خَلَقَ لِنَفْسِهِ نُورًا، وَكَانَ وَلَا قُدْرَةَ لَهُ حَتَّى خَلَقَ لِنَفْسِهِ قُدْرَةً؟!!

فَعَلِمَ الْخَبِيثُ أَنَّ اللّٰهَ تَعَالَى قَدْ فَضَحَهُ وَأَبْدَى عَوْرَتَهُ لِلنَّاسِ حِينَ زَعَمَ أَنَّ اللّٰهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي الْقُرْآنِ إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ مَخْلُوقٌ.

وَقُلْنَا لِلْجَهْمِيِّ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا حَلَفَ بِاللّٰهِ الَّذِي لَا إِلٰهَ إِلَّا هُوَ، كَاذِبًا كَانَ لَا يَحْنَثُ؟! لِأَنَّهُ حَلَفَ بِشَيْءٍ مَخْلُوقٍ، وَلَمْ يَحْلِفْ بِالْخَالِقِ.

فَفَضَحَهُ اللّٰهُ فِي هٰذِهِ.

وَقُلْنَا لَهُ: أَلَيْسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ وَالْخُلَفَاءُ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، وَالْحُكَّامُ وَالْقُضَاةُ إِنَّمَا كَانُوا يُحَلِّفُونَ النَّاسَ بِاللّٰهِ الَّذِي لَا إِلٰهَ إِلَّا هُوَ، فَكَانُوا فِي مَذْهَبِكُمْ مُخْطِئِينَ، إِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِمَنْ بَعْدَهُ فِي مَذْهَبِكُمْ أَنْ يُحَلِّفُوا النَّاسَ بِالَّذِي خَلَقَ اسْمَ اللّٰهِ، وَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَقُولُوا: "لَا إِلٰهَ إِلَّا اللّٰهُ".أَنْ يَقُولُوا: "لَا إِلٰهَ إِلَّا الَّذِي خَلَقَ اسْمَ اللّٰهِ"!! وَإِلَّا لَمْ يَصِحَّ تَوْحِيدُهُمْ.

فَفَضَحَهُ اللّٰهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا ادَّعَى عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ.

وَلٰكِنْ نَقُولُ: إِنَّ اللّٰهَ هُوَ اللّٰهُ، وَلَيْسَ اللّٰهُ بِاسْمٍ، إِنَّمَا الْأَسْمَاءُ كُلُّ شَيْءٍ سِوَى اللّٰهِ؛ لِأَنَّ اللّٰهَ يَقُولُ:

﴿وَلِلّٰهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى.﴾ [الأعراف: ١٨٠]،

وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْمٌ لِاسْمٍ.

فَفِي هٰذَا بَيَانُ كُفْرِ الْجَهْمِيَّةِ.

وَقُلْنَا لَهُمْ: وَزَعَمْتُمْ أَنَّ اللّٰهَ لَمْ يَتَكَلَّمْ. فَبِأَيِّ شَيْءٍ خَلَقَ اللّٰهُ الْخَلْقَ:

أَمَوْجُودٌ عَنِ اللّٰهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ بِقَوْلِهِ وَبِكَلَامِهِ حِينَ قَالَ:

﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.﴾ [النحل: ٤٠].

قَالُوا: إِنَّمَا مَعْنَى قَوْلِهِ:

﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ.﴾ [النحل: ٤٠]، يَكُونُ.

قُلْنَا لَهُمْ: فَلِمَ أَخْفَيْتُمْ ﴿أَنْ نَقُولَ لَهُ.﴾؟!

قَالُوا: إِنَّمَا مَعْنَى كُلَّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مَعَانِيهِ. وَقَالَ اللّٰهُ مِثْلَ قَوْلِ الْعَرَبِ: قَالَ الْحَائِطُ، وَقَالَتِ النَّخْلَةُ، فَسَقَطَتْ، وَالْحَائِطُ وَالنَّخْلَةُ  لَا يَقُولَانِ شَيْئًا؟

فَقُلْنَا: فَعَلَى هٰذَا قِسْتُمْ؟

قَالُوا: نَعَمْ.

فَقُلْنَا: فَبِأَيِّ شَيْءٍ خَلَقَ اللّٰهُ الْخَلْقَ إِنْ كَانَ اللّٰهُ فِي مَذْهَبِكُمْ لَمْ يَتَكَلَّمُ؟

فَقَالُوا: بِقُدْرَتِهِ.

فَقُلْنَا: قُدْرَتُهُ هِيَ شَيْءٌ؟

فَقَالُوا: نَعَمْ.

فَقُلْنَا: قُدْرَتُهُ مَعَ الْأَشْيَاءِ الْمَخْلُوقَةِ؟

قَالُوا: نَعَمْ.

فَقُلْنَا: كَأَنَّهُ خَلَقَ خَلْقًا بِخَلْقٍ، وَعَارَضْتُمْ الْقُرْآنَ وَخَالَفْتُمُوهُ حِينَ قَالَ اللّٰهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ:

﴿اَللّٰهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ.﴾ [الزمر: ٦٢] فَأَخْبَرَنَا اللّٰهُ أَنَّهُ يَخْلُقُ.

وَقَالَ: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللّٰهِ.﴾ [فاطر: ٣]،

فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَخْلُقُ غَيْرُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. وَزَعَمْتُمْ أَنَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ غَيْرُهُ!

فَتَعَالَى اللّٰهُ عَمَّا قَالَتِ الْجَهْمِيَّةُ عُلُوًّا كَبِيرًا.
قَالَ ابْنُ عَقِيل رَحِمَهُ اللهُ: «إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ‌ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ ‌أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ.»
Ibnu Aqîl Rahimahullâh said, "If you want to learn the status of Islâm among contemporary people, then do not look at their crowds at the doors of the mosques and their crying Labbayk at the Mawqif (during Hajj). On the contrary, look at their collusion with the enemies of the Sharî'ah!" (Ibnu Muflih, al-Âdâb'ush Sharî'ah, 1/237)

Mudâfa’at’ut Tawhîd

بَابُ
مَا ادَّعَتِ الْجَهْمِيَّةُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي رُوِيَتْ

فَقَالُوا: جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ الْقُرْآنَ يَجِيءُ فِي صُورَةِ الشَّابِّ الشَّاحِبِ، فَيَأْتِي صَاحِبَهُ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُ نَهَارَكَ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ.

قَالَ: فَيَأْتِي بِهِ اللّٰهَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ...».


فَادَّعَوْا أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ مِنْ قِبَلِ هٰذِهِ الْأَحَادِيثِ.

فَقُلْنَا لَهُمْ: اَلْقُرْآنُ لَا يَجِيءُ، بِمَعْنَى: أَنَّهُ قَدْ جَاءَ مَنْ قَرَأَ ﴿قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ.﴾ [الإخلاص: ١]، فَلَهُ أَجْرُ كَذَا وَكَذَا.

أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ مَنْ قَرَأَ: ﴿قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ.﴾ [الإخلاص: ١]، لَا يَجِيئُهُ إِلَّا ثَوَابُهُ؟! لِأَنَّا نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَجِيءُ ثَوَابُ الْقُرْآنِ، فَيَقُولُ: «يَا رَبِّ... » لِأَنَّ كَلَامَ اللّٰهِ لَا يَجِيءُ وَلَا يَتَغَيَّرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ.

وَإِنَّمَا مَعْنَى أَنَّ الْقُرْآنَ يَجِيءُ: إِنَّمَا يَجِيءُ ثَوَابُ الْقُرْآنِ: فَيَقُولُ: «يَا رَبِّ... ».
قَالَ ابْنُ عَقِيل رَحِمَهُ اللهُ: «إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ‌ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ ‌أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ.»
Ibnu Aqîl Rahimahullâh said, "If you want to learn the status of Islâm among contemporary people, then do not look at their crowds at the doors of the mosques and their crying Labbayk at the Mawqif (during Hajj). On the contrary, look at their collusion with the enemies of the Sharî'ah!" (Ibnu Muflih, al-Âdâb'ush Sharî'ah, 1/237)

Mudâfa’at’ut Tawhîd

بَابُ
مَا تَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ مِنْ قَوْلِ اللّٰهِ تَعَالَى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ.﴾ [الحديد: ٣]

فَزَعَمُوا أَنَّ اللّٰهَ هُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ الْخَلْقِ فَصَدَقُوا.

وَقَالُوا: يَكُونُ الْآخِرُ بَعْدَ الْخَلْقِ، فَلَا تَبْقَى سَمَاءٌ وَلَا أَرْضٌ، وَلَا جَنَّةٌ وَلَا نَارٌ، وَلَا ثَوَابٌ وَلَا عِقَابٌ، وَلَا عَرْشٌ وَلَا كُرْسِيٌّ.

وَزَعَمُوا أَنَّ شَيْئًا مَعَ اللّٰهِ لَا يَكُونُ، هُوَ الْآخِرُ كَمَا كَانَ.

فَأَضَلُّوا بِهٰذَا بَشَرًا كَثِيرًا.

فَقُلْنَا: أَخْبَرَنَا اللّٰهُ عَنِ الْجَنَّةِ وَدَوَامِ أَهْلِهَا فِيهَا فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:

﴿لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ.﴾ [التوبة: ٢١].

وَقَالَ:

﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا.﴾ [النساء: ٥٧].

وَقَالَ:

﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ.﴾ [الرعد: ٣٥]،

فَإِذَا قَالَ اللّٰهُ: ﴿دَائِمٌ.﴾ [الرعد: ٣٥] أَيْ: لَا يَنْقَطِعُ أَبَدًا. وَقَالَ:

﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ.﴾ [الحجر: ٤٨].

وَقَالَ:

﴿وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ.﴾ [غافر: ٣٩].

وَقَالَ:

﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِـيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.﴾ [العنكبوت: ٦٤].

وَقَالَ:

﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا.﴾ [الكهف: ٣].

وَقَالَ:

﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّٰهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.﴾ [آل عمران: ١٠٧].

وَقَالَ:

﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ۞ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ.﴾ [الواقعة: ٣٢-٣٣].

وَمِثْلُهُ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ. ثُمَّ ذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ فَقَالَ:

﴿لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا.﴾ [فاطر: ٣٦].

وَقَالَ:

﴿أُولٰئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي.﴾ [العنكبوت: ٢٣]،

وَقَالَ:

﴿لَا يَنَالُهُمُ اللّٰهُ بِرَحْمَةٍ.﴾ [الأعراف: ٤٩].

وَقَالَ:

﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ.﴾ [الزخرف: ٧٧].

وَقَالَ:

﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ.﴾ [إبراهيم: ٢١].

وَقَالَ:

﴿خَالِدِينَ فِيهَا أُولٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ.﴾ [البينة : ٦].

وَقَالَ:

﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا.﴾ [النساء: ٥٦].

وَقَالَ:

﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا.﴾ [السجدة : ٢٠].

وَقَالَ:

﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ.﴾ [الهمزة : ٨]،

وَمِثْلُهُ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ.

وَأَمَّا السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ فَقَدْ زَالَتَا لِأَنَّ أَهْلَهَا صَارُوا إِلَى الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَى النَّارِ.

وَأَمَّا الْعَرْشُ فَلَا يَبِيدُ، وَلَا يَذْهَبُ لِأَنَّهُ سَقْفُ الْجَنَّةِ، وَاللّٰهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِ فَلَا يَهْلِكُ وَلَا يَبِيدُ.

وَأَمَّا قَوْلُ اللّٰهِ عَزَّ وَجَلَّ:

﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ.﴾ [القصص: ٨٨]،

وَذٰلِكَ أَنَّ اللّٰهَ أَنْزَلَ:

﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ.﴾ [الرحمن: ٢٦].

قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: هَلَكَ أَهْلُ الْأَرْضِ، فَطَمِعُوا فِي الْبَقَاءِ، فَأَنْزَلَ اللّٰهُ مُخْبِرًا عَنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ، وَقَالَ: ﴿كُلُّ شَيْءٍ.﴾ يَعْنِي: مِنَ الْحَيَوَانِ ﴿هَالِكٌ.﴾ يَعْنِي: مَيِّتٌ، ﴿إِلَّا وَجْهَهُ.﴾ [القصص: ٨٨]، لِأَنَّهُ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، فَأَيْقَنُوا عِنْدَ ذٰلِكَ بِالْمَوْتِ.

وَقُلْنَا لِلْجَهْمِيَّةِ حِينَ زَعَمُوا أَنَّ اللّٰهَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ دُونَ مَكَانٍ.

فَقُلْنَا لَهُمْ: أَخْبِرُونَا عَنْ قَوْلِ اللّٰهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ:

﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا.﴾ [الأعراف: ١٤٣]،

لِمَ تَجَلَّى لِلْجَبَلِ إِنْ كَانَ فِيهِ بِزَعْمِكُمْ؟!

فَلَوْ كَانَ فِيهِ كَمَا تَزْعُمُونَ لَمْ يَكُنْ يَتَجَلَّى لِشَيْءٍ هُوَ فِيهِ، وَلٰكِنَّ اللّٰهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَى الْعَرْشِ، وَتَجَلَّى لِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِ، وَرَأَى الْجَبَلُ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ رَآهُ قَطُّ قَبْلَ ذٰلِكَ.

وَقُلْنَا لِلْجَهْمِيَّةِ: اَللّٰهُ نُورٌ؟

فَقَالُوا: هُوَ نُورٌ كُلُّهُ.

فَقُلْنَا: فَإِنَّ اللّٰهَ قَالَ:

﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا.﴾ [الزمر: ٦٩]،

فَقَدْ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّ لَهُ نُورًا.

وَقُلْنَا لَهُمْ: أَخْبِرُونَا حِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ اللّٰهَ تَعَالَى فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَهُوَ نُورٌ فَلِمَ لَا يُضِيءُ الْبَيْتُ الْمُظْلِمُ مِنْ النُّورِ الَّذِي هُوَ فِيهِ إِذْ زَعَمْتُمْ أَنَّ اللّٰهَ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟

وَمَا بَالُ السِّرَاجِ إِذَا أُدْخِلَ الْبَيْتَ يُضِيءُ؟

فَعِنْدَ ذٰلِكَ تَبَيَّنَ لِلنَّاسِ كَذِبَهُمْ عَلَى اللّٰهِ.

فَرَحِمَ اللّٰهُ مَنْ عَقَلَ عَنِ اللّٰهِ، وَرَجَعَ عَنِ الْقَوْلِ الَّذِي يُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَقَالَ بِقَوْلِ الْعُلَمَاءِ: وَهُوَ قَوْلُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَتَرَكَ دِينَ الشَّيَاطِينِ وَدِينَ جَهْمٍ وَشِيعَتِهِ.
قَالَ ابْنُ عَقِيل رَحِمَهُ اللهُ: «إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ‌ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ ‌أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ.»
Ibnu Aqîl Rahimahullâh said, "If you want to learn the status of Islâm among contemporary people, then do not look at their crowds at the doors of the mosques and their crying Labbayk at the Mawqif (during Hajj). On the contrary, look at their collusion with the enemies of the Sharî'ah!" (Ibnu Muflih, al-Âdâb'ush Sharî'ah, 1/237)

Mudâfa’at’ut Tawhîd

وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
آخِرُ الْكِتَابِ / تَمَّتْ
وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ عَلَى ذٰلِكَ
قَالَ ابْنُ عَقِيل رَحِمَهُ اللهُ: «إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْلَمَ مَحَلَّ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ فَلَا تَنْظُرْ إلَى زِحَامِهِمْ فِي أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ، وَلَا ‌ضَجِيجِهِمْ فِي الْمَوْقِفِ بِلَبَّيْكَ، وَإِنَّمَا اُنْظُرْ إلَى مُوَاطَأَتِهِمْ ‌أَعْدَاءَ الشَّرِيعَةِ.»
Ibnu Aqîl Rahimahullâh said, "If you want to learn the status of Islâm among contemporary people, then do not look at their crowds at the doors of the mosques and their crying Labbayk at the Mawqif (during Hajj). On the contrary, look at their collusion with the enemies of the Sharî'ah!" (Ibnu Muflih, al-Âdâb'ush Sharî'ah, 1/237)

🡱 🡳

Similar topics (5)