قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّٰهُ:
بَابُ
بَيَانِ مَا تَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ مِنْ قَوْلِ اللّٰهِ تَعَالَى:
﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ.﴾ [المجادلة: ٧] اَلْآيَةَ.
قَالُوا: إِنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَنَا وَفِينَا!.
فَقُلْنَا: لِمَ قَطَعْتُمُ الْخَبَرَ مِنْ أَوَّلِهِ، إِنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ.﴾ [المجادلة: ٧]،
ثُمَّ قَالَ: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ.﴾ [المجادلة: ٧]، يَعْنِي: أَنَّ اللّٰهَ بِعِلْمِهِ رَابِعُهُمْ، ﴿وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ.﴾ [المجادلة: ٧] يَعْنِي: اَللّٰهَ بِعِلْمِهِ ﴿سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ.﴾ [المجادلة: ٧] يَعْنِي: بِعِلْمِهِ فِيهِمْ ﴿أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.﴾ [المجادلة: ٧]،
يَفْتَحُ الْخَبَرَ بِعِلْمِهِ، وَيَخْتِمُ الْخَبَرَ بِعِلْمِهِ.
وَيُقَالُ لِلْجَهْمِيِّ: إِذَا قَالَ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنَا بِعَظَمَةِ نَفْسِهِ.
فَقُلْ لَهُ: هَلْ يَغْفِرُ اللّٰهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ؟
فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ. فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللّٰهَ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ خَلْقَهُ دُونَهُ.
وَإِنْ قَالَ: لَا. كَفَرَ.